فلو لم يَله مخاطب عُدَّ أجنبيا ولم يجز إلا في ضرورة كقوله:
تَعشَّ فإن عاهَدْتني لا تخونُني ... نكن مثل مَنْ يا ذئب يصطحبان
ومن الفصل الذي يعد شاذا لكونه أجنبيا محضا قوله:
وأبْغَضُ مَنْ وضعْت إليّ فيه ... لسانِيَ مَعشَرٌ عنهم أذُوذُ
ففصل بين "فيه" و"لساني" وبين ما يتعلقان به وهو وضعت "بإليّ" وهو أجنبي، لأنه متعلق بما قبل الموصول وهو "أبغض" والأصل أن يقال: وأبغض من وضعت فيه لساني إليّ معشرٌ.
ومثال ورود الصلة مشتركا فيها قول الشاعر:
صِلِ الذي والتي مِنّا بآصرة ... وإن نأتْ عن مدى مرماهما الرحمُ
ومثال ورودها مدلولا بها على ما حذف قوله:
وعند الذي واللات عُدنك إحنة ... عليك فلا يغررك كيدُ العوائد
ومثله قول الآخر:
من اللواتي والتي واللاتي ... يزعمن أني كبرت لِداتي
وإذا كان الموصول "الألف واللام" لم يجز حذفه ولا حذف صلته.
وإذا كان حرفا مصدريا لم يجز حذفه أيضا، إلا إذا كان "أنْ" فإنها فاقت أخواتها بكثرة الاستعمال، فأوثِرَتْ بجواز الحذف، لأن الشعور بها عند حذفها ممكن، بخلاف أخواتها، وهي في حذفها على ضربين: أحدهما أن تحذف ويبقى عملها، والثاني أن تحذف ولا يبقى لها عمل:
فأما الحذف الباقي معه عملها فيذكر إن شاء الله في باب إعراب الفعل.