ويتعين إلغاء "ذا" أو جعلها مركبة مع ما في قول جرير:
يا خُزْرَ تَغْلبَ ماذا بالُ نِسْوَتكم ... لا يَسْتَفِقْن إلى الدَّيْرَيْنِ تحنانا
ويترجح ذلك إذا كان بعدها الذي كقول ابن الدُميْنة:
فماذا الذي يَشْفى من الحب بعدما ... تشربه بطنُ الفؤادِ وظاهره
وقد تجعل "ذا" في هذا البيت بمعنى الذي، والذي بعدها توكيدا أو خبر مبتدأ مضمر، كقول معاوية رضي الله عنه:
إنَّ الذين الألى أدخلتهم نَفرٌ ... لولا بوادر إرعاد وإبراق
ويتعين أيضا التركيب والإلغاء في قول الشاعر:
وأبلغ أبا سعد إذا ما لقيته ... نذيرا وماذا ينفعنَّ نذير
لأنها لو جعلت (ذا) بمعنى الذي لم يؤكد الفعل بعدها بالنون لأنه موجب، وإذا لم يجعل بمعنى الذي كان الاستفهام مستوليا على الفعل بعدها فيسوغ توكيده بالنون.
ومثال "ذا" الموصولة بعد مَن الاستفهامية قول الأعشى ميمون:
وغريبة تأتي الملوك كريمة ... قد قُلْتُها لِيُقالَ مَنْ ذا قالها
والاحتجاج بهذا البيت أولى من الاحتجاج بقول ابن أبي كاهل:
ويحسب أنَّ النائباتِ تركنه ... ومن ذا الذي عَرينه فهو وازرُ
لاستصعاب دخول موصول على موصول، إلا أن يجعل الثاني توكيدا لفظيا، أو خبر مبتدأ كما تقدم من قول ابن الدمينة: