الذي لكان الرفع أولى من الحالين، كما قال الشاعر:

ألا تسألانِ المرءَ ماذا يحاول ... أنَحْبٌ فَيقْضى أم ضلالٌ وباطلُ

وعلى هذا تحمل قراءة أبي عمرو (قل العفوُ) بالرفع، وقراءة غيره بالنصب محمولة على الوجه الآخر.

ولو قصد "بذا" الإشارة، لكان "ماذا" و"من ذا" مبتدأ وخبرا واستغنى عن جواب وتفصيل.

وقد تكون "ماذا" في غير الاستفهام والإشارة اسما واحدا بمعنى الذي، أو بمعنى شيء كقول الشاعر:

دَعي ماذا علمتُ سأتَّقيه ... ولكن بالمُغَيَّبِ حَدِّثِيني

وأنشد أبو علي قول الشاعر:

أنَوْرًا سَرْعَ ماذا يا فَرُوق ... وحَبْلُ الوَصْلِ مُنْبَتٌّ حَذِيق

وقال: فاعل سرع "ماذا" وما زائدة، ويجوز أن يكون "ماذا" اسما واحدا كما هما في قوله: دعي ماذا علمت ...

أي دعي شيئا علمت، كذا قال أبو علي. وعندي أن جَعْلَ "ماذا" في البيت الذي أوله "دعى" بمعنى الذي أولى من جعلها بمعنى شيء.

ومثل "ماذا" في احتمال معنى شيء ومعنى الذي في غير استفهام قول الشاعر:

فلله ماذا هَيَّجَتْ من صبابة ... على هالِكٍ يَهْذِي بهند ولا يدري

طور بواسطة نورين ميديا © 2015