ولو أن مَجْدًا أخْلَدَ الدهرَ واحدا ... من الناس أبقى مجدُه الدهرَ مُطْعِما

وقال غيره:

كَسا حِلْمُه ذا الحِلْمِ أثوابَ سُؤْدَدٍ ... ورَقَّى نداه ذا الندى في ذُرا المجد

وقال:

لما رأى طالِبُوه مُصْعَبا ذُعِرُوا ... وكاد لو ساعد المقْدُورُ ينتصر

وقال:

لقد جاز من يعني به الحمدُ إن أبَى ... مكافأة الباغين والسفهاء

وأنشد أبو الفتح بن جني:

ألا ليتَ شعري هل يَلُومَنَّ قومُه ... زُهَيْرًا على ما جَرَّ من كل جانب

وأنشد أيضا:

جَزَى بنوه أبا الغِيلان عن كِبَر ... وحُسْنِ فعل كما يُجْزى سِنِمَّارُ

والنحويون إلا أبا الفتح يحكمون بمنع مثل هذا، والصحيح جوازه لوروده عن العرب في الأبيات المذكورة وغيرها، ولأن جواز نحو: ضرب غلامُه زيدا، أسهل من جواز: ضربوني وضربت الزيْدِين،، ونحو: ضربته زيدا، على إبدال زيد من الهاء. وقد أجاز الأولَ البصريون، وأُجيز الثاني بإجماع، حكاه ابن كيسان، وكلاهما فيه ما في: ضرب غلامُه زيدا من تقديم ضمير على مُفَسِّر مُؤَخر الرتبة، لأن مفسِّر واو ضربوني معمولُ معطوفٍ على عاملها، والمعطوف ومعمولهُ أمكن في استحقاق التأخير من المفعول بالنسبة إلى الفاعل، لأن تقدم المفعول على الفاعل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015