الشمس ولم تذكر، لكن أغنى عن ذكرها ذكر العشي وأوله وقت الزوال، فذكره يستلزم معنى الشمس فكأنها مذكورة، ويجوز أن يكون فاعل توارت ضمير الصافنات.
وقد يستغنى عن ذكر صاحب الضمير بذكر ما يصاحبه ذكْرًا أو استحضارا، كذكر الخير وحده متلوا بضمير اثنين مقصود بهما المذكور وضده، كقول الشاعر:
وما أدْرِي إذا يَمَّمْتُ أمرا ... أريدُ الخيرَ أيُّهما يليني
وقد يعاد الضمير على المسكوت عنه لاستحضاره بالمذكور وعدم صلاحيته له كقوله تعالى (إنا جعلنا في أعناقِهم أغلالا فهي إلى الأذقان) فهي عائد على الأيدي لأنها تصاحب الأعناق في الأغلال، فأغنى ذكر الأعناق عن ذكرها، ومثله قوله تعالى (وما يُعَمَّرُ من مُعَمَّرٍ ولا يُنْقَصُ من عمره) أي من عمر غير المعمَّر، فأعيد الضمير على غير المعمر، لأن ذكر المعمَّر مُذَكّر به لتقابلهما، فكان مصاحبه في الاستحضار الذهني.
ص: ويقدم الضمير المكمل معمول فعل على مُفَسِّرٍ صريح كثيرا إن كان المعمول مُؤخّر الرتبة، وقليلا إن كان مُقَدَّمهان وشاركه صاحب الضمير في عامله.