إليك حتى بَلَغَت إياكا

فهذا ونحوه مخصوص بالشعر، لأنه لولا انكسار الوزن لقال: (حتى بلغتك) ثم ذكر البيت الذي أوله: كأنا، لا لأن ما فيه لا يجوز إلا في الشعر، بل لأن "إيانا" مُوقَعٌ فيه موقع أنفسنا، فبينه وبين الأول مناسَبة من قِبَل أن "إيا" في الموضعين واقعٌ موقعا غيرُه به أولى، لكن في الثاني من معنى الحصر المستفاد بإنما ما جعله مساويًا للمقرون بإلا، فحسُنَ وقوع "إيا" فيه كما يحسن بعد إلا، وهذا مطرد "فمن اعتقد شذوذه فقد وهم".

ومثال الانفصال لكون الضمير مرفوعا بمصدر مضاف إلى المنصوب قول الشاعر:

بَنَصرِكم نحن كنْتُم ظافرين وقد ... أغْرى العِدا بكم اسْتِسْلامُكم فَشَلا

ومثال انفصاله لكونه مرفوعا بصفة جرت على غير صاحبها قوله:

غَيْلانُ ميَّةَ مَشْغُوفٌ بها هَوَ مُذْ ... بَدَتْ له فحِجاه بان أو كَربا

ومثال انفصاله لإضمار العامل قوله:

فإنْ أنتَ لم ينْفَعْكَ عِلمُك فانْتَسِب ... لعلّك تهديك القرونُ الأوائِل

ومثال انفصاله لتأخير العامل قوله تعالى (إياك نعبد وإياك نستعين).

ومثال انفصاله لكون العامل حرف نفي قوله تعالى (وما أنتم بمعجزين)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015