ألا كُلُّ شيءٍ ما خلا اللهَ باطلٌ

ومنه قول الشاعر:

يداك يدٌ خيرُها يُرتَجى ... وأخْرَى لأعدائِها غائِظه

فأمّا التي خيرُها يُرتجى .. فأجودُ جودًا منَ اللافِظه

وأمّا التي يُتَّقى شرُّها ... فَنَفْسُ العدُوِّ بها فائظَه

وتقديره الحديث مسلوكا به هذا السبيل: خوفُ غير الدجالِ أخوفُ خَوْفي عليكم، فحذف المضاف إلى غير وأقيم غير مقامه، وحذف المضاف إلى الياء وأقيمت الياء مقامه فاتصل أخوف بالياء معمودة بالنون على ما تقرر.

ولما كان للفعل بهذه النون صون ووقاية مما ذكر حوفظ على بقائها مطلقا إذا لَقِيها مثلها ودعت الحاجة إلى حذف، فهي الباقية عند سيبويه في قول الشاعر:

تَراه كالثَّغامِ يُعَلُّ مِسْكا ... يَسُوءُ الفالِياتِ إذا فَلَيْنِي

أراد: إذا فلينني، فحذف الأولى وبقيت الثانية. كما أنها هي الباقية في (أفغَير الله تأمروني) وقد تقدم الكلام على ذلك.

فصل: ص: من المُضَمَرِ مُنْفَصِل في الرفع، للمتكلم منه أنا، محذوف الألف في وصل عند غير تميم، وقد يقال هَنا، وأنَ وآنَ، ويتلوه في الخطاب "تاء" حرفية كالاسمية لفظا وتصرفا، ولفاعل نفعل "نحن" وللغيبة "هو" و"هي" و"هم" و"هن" ولميم الجمع في الانفصال ما لها في الاتصال.

ش: زعم الأكثرون أن ألف "نا" زائدة للوقف كزيادة هاء السكت، وأيدوا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015