وإن لم تقم لم أقعد.

وأما كون الشرط ماضيا والجواب مضارعا فقليل بالنسبة، ومن أمثلته قوله تعالى: (من كان يريد الحياة الدنيا وزينتَها نُوَفِّ إليهم أعمالهم فيها).

وأقل منه كون الشرط مضارعا والجواب ماضيا، لأن الشرط الماضي لا يلتبس بغيره، لأنه مقرون بأداة الشرط، والجواب الماضي قد يلتبس بغيره لعدم ظهور الجزم فيه، ومما جاء منه قول الشاعر:

من يَكِدْني بسيِّءٍ كنتُ منه ... كالشَّجا بين حلقِه والوريد

وقوله:

إن تَصْرِمونا صَرَمْناكم وإن تَصلوا ... ملأتُمُ أنفسَ الأعداء إرهابا

وقوله:

إن يَسْمِعوا سَيِّئا طاروا به فرحا ... مِنِّي وما سمعوا من صالح دفنوا

وأكثر النحويين يخصون هذا الاستعمال بالضرورة، قال شيخنا رحمه الله: ولا أرى ذلك، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من يقم ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له من ذنبه ما تقدم" ولأن قائل البيت متمكن من أن يقول بدل كنت: أك منه. وقائل الثاني متمكن من أن يقول بدل وصلناكم: نواصلكم. وبدل وإن تصلوا ملأتم: وإن تصلوا تملئوا. وقائل البيت الثالث متمكن من أن يقول بدل إن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015