وأما تسكين اللام بعد ثم فقليل ومنه قراءة أبي عمرو وغيره: (ثم لْيقْضوا تَفَثَهم).
وتلزم لام الأمر في النثر فعل غير الفاعل المخاطب، وهو فعل الفاعل الغائب أو المتكلم، وحده أو مشاركا، وفعل ما لم يسم فاعله مطلقا، كقولك: ليقم زيد، وقوله صلى الله عليه وسلم: "قوموا فَلأُصَلِّ لكم" وقوله تعالى: (ولنحمل خطاياكم) وقولهم: لتُعْنَ بحاجتي، وليُزْهَ زيدٌ علينا، فاللام في كل هذا واجبة الذكر، ولا يجوز حذفها في مثله إلا في الشعر فإنه محل الاختصار والتغيير، فيجوز فيه حذف اللام وجزم الفعل بها مضمرة لاضطرار ودونه، فالأول، كقول الشاعر:
فلا تَسْتَطِلْ منِّي بقائي ومُدَّتي ... ولكنْ يكنْ للخيرِ منك نصيبُ
أراد: ليكن للخير منك نصب، ولكنه اضطر فحذف، والثاني كقول الآخر:
على مثلِ أصحابِ البعوضة فاخمِشي ... لك الويلُ حرَّ الوجه أو يَبْكِ من بكَى
لتمكنه من أن يقول: وليبك من بكى. ومثله قول الآخر:
قلت لبواب لديه دارها ... تأذنْ فإني حَمْؤُها وجارها