وإنما حق هذا الوزن أن يكون مقتضبا كابيضّ واحمرّ. أو موافقا لفعِل أو فعُل كاسمرّ وسمِر وسمُر، وأن يدل على لون وهو الكثير، أو على عيب حسي كاعرجّ واعورّ. وقد قيل من الحوّة احوَوَى، وفيه شذوذ من قبل الاعتلال وموافقة النظائر، من قبل دلالته على لون.

وقد تزاد ألف قبل لامه كاحمارّ واصفارّ وادهامّ، والأكثر أن يقصد عروض المعنى إذا جيء بالألف، ولزومه إذا لم يجأ بها. وقد يكون الأمر بالعكس، فمن قصد اللزوم مع ثبوت الألف قول الله تعالى في وصف الجنتين: (مُدْهامّتان) ومن قصد العروض مع عدم الألف قولك: اصفر وجهه وجلا، واحمر خجلا، ومنه قوله تعالى في قراءة ابن عامر: (تَزْوَرّ عن كهفهم ذات اليمين)

ومثال وقوع افعلّ وافعالّ لغير لون وعيب: انقضّ الحائط، وانهارّ الليل إذا انتصف. ومثال انهارّ: اشعارّ الرأس، إذا تفرق شعره.

وقد كثر وزن افعوعل في قصد التكثير والمبالغة، كقولهم: اخشوشن الشيء إذا كثرت خشونته، واعشوشب المكان إذا كثر عشبه، واغدودن الشعر إذا وفر وكثر سواده ولينه.

وقد يجيء للصيرورة نحو: احلولى الشيء إذا صار حلوا، واحقوقف الجسم إذا صار أحقف أي منحنيا.

وقد يوافق استفعل في الدلالة على إلفاء الشيء بمعنى ما صيغ منه كقوله:

فلمّا أتى عامان بعد انفصاله ... عن الضَّرع واحلَوْلى دِماثا يَرُودها

أي وجدها حلوة، فاستعمل احلولى استعمال استحلى، واستعماله بمعنى صار حلوا أشهر، ومنه في خطاب الدنيا: ولا تحلولي لهم فتفتنيهم، أي: لا تصيري لهم حلوة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015