يا رُبَّ ذي لُقُح ببابِك فاحشٍ ... هاعٍ إذ ما الناسُ جاعُ وأجْدَبُوا

وأنشد السيرافي:

لو أن قومي حين أدعوهم حَمَلْ ... على الجبال الصُّمِّ لانهد الجبلْ

أراد: حملوا، فحذف الواو واكتفى بالضمة، ثم وقف فسكن، وربما فعل مثل هذا مع فعل الأمر كقوله:

إن ابنَ الأحْوَصَ معروف فبلغُهُ ... في ساعِدَيه إذا رام العلا قِصَرُ

الأصل فبلغوه.

وزعم المازني أن النون والألف والياء المشار إليها حروف تدل على أحوال الفاعل كالتاء من فَعَلتْ، والفاعل مستكن كاستكنانه في: زيد فَعَل، وهند فَعَلَتْ. وما زعمه غير صحيح، وإنما هي أسماء أسند الفعل إليها ودلت على مسمياتها، كدلالة النون والألف من فعلنا، والتاء من فعلتُ وفعلتَ وفعلتِ، ولأن المراد مفهوم بها، والأصل عدم الزيادة. ولأنها لو كانت حروفا تدل على أحوال الفاعل المستكن كالتاء من: هي فعلتْ، لجاز حذفها في نحو: الزيدان قاما، والزيدون قاموا. كما جاز حذف التاء في نحو:

فإن الحوادثَ أوْدَى بها

ولا أرضَ أبقَل إبقالَها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015