مستغاث، وكسرها على أن مصحوبها مستغاث من أجله. وعلى هذا النوع نبهت بقولي: "وإن ولى يا اسم لا ينادى إلا مجازا" إلى آخر القول:
ونبهت بقولي: "وربما كان المستغاث مستغاثا من أجله" على نحو قول القائل: يالزيد لزيد، أي: يازيد أدعوك لتنصف من نفسك. ومنه قول مهلهل:
يالَبكر أنْشِرُوا لي كُلَيْبا ... يالبكر أين أين الفرار
ولما كان ما ولى "يا" في الاستغاثة مستغاثا تارة، ومستغاثا من أجله تارة، فرقوا بين لاميهما بالفتح والكسر، خص الفتح بلام المستغاث لشبه ما هي فيه بضمير المخاطب، ولاتصالها بألف "يا" لفظا وتقديرا.
وزعم الكوفيون أن أصل: يالفلان: يا آل فلان، ولذلك جاز أن يوقف عليها، كقول الشاعر:
فخيرٌ نحن عند الناس منكم ... إذا الدَّاعي المُثَوِّبُ قال يالا
ولا حجة في هذا البيت، لاحتمال أن يكون الأصل: ياقوم لا فرار، أو لا تفروا. ومما يدل على ضعف ما ذهبوا إليه الرجوع إلى الكسر في العطف دون إعادة "يا"، ولو كانت بعض آل لم يكن لكسرها في العطف موجب. وأيضا لو كانت بعض آل لم تدخل على ما لا تدخل عليه آل، نحو: يالله، وياللناس، ويالهؤلاء.
وتعاقب هذه اللام ألف في الآخر كألف المندوب، ولا يجوز الجمع بينهما، كما لا يجوز الجمع بين هاء الجحاجحة وياء الجحاجيح، وكما لا يجوز الجميع بين ياء يمنيّ وألف يمان، هذا معنى قول الخليل وسيبويه.
ولا بد من الألف عند حذف اللام، وقد يستغنى عنهما في التعجب كقول عمر أبي ربيعة:
أوانِسُ يَسْلُبْن الحليمَ فؤادَه ... فيا طولَ ما شوقي وياحُسْن مُجْتَلى