أجاز الفراء في عيسى من قوله تعالى: (ياعيسى ابن مريم) تقدير الضمة والفتحة.
وأجاز الكوفيون فتح المنعوت بمنصوب غير ابن نحو: يازيدَ الكريمَ، واستدلوا على ذلك بقول الشاعر:
فما كعبُ بنُ مامةَ وابنُ سُعْدى ... بأجودَ منك ياعمرَ الجوادا
على أن الرواية بفتح راء عمر، وخرج ذلك من انتصر للبصريين بأن قال: أراد: ياعمرا، فحذف الألف لالتقاء الساكنين، وبقيت الراء مفتوحة. وهذا الاختصار لا يثبت على مذهب سيبويه، لأنه لم يذكر زيادة الألف في آخر المنادى في غير ندبة أو تعجب أو استغاثة، والثلاثة منفية من هذا البيت. وأجاز غير سيبويه زيادة الألف في آخر كل منادى لمد الصوت.
ويجرى مجرى: يازيدَ بن عمرو، في جواز فتح المنعوت: يافلان ابن فلان، ويا ضل ابن ضل، ويا فاضل ابن فاضل، وما أشبهه من المدح أن يتبع بالفتح، فإن أدخلت الألف واللام في الثاني جاز الوجهان.
وسبب هذا الفتح كثرة الاستعمال، فجاز في: يازيد بن عمرو، وامتنع في: يازيد ابن أخينا. ولزم في نحو: يافاضل ابن فاضل، جعل الموصوف والصفة كالشيء الواحد فيما كثر استعماله، فأتبعوا الأول الثاني، كما فعلوا في: امرئ.
وقد روى الأخفش عن بعض العرب ضم نون الابن إتباعا لضم المنعوت، وهو نظير قراءة من قرأ: (الحمدُ لله) بضم اللام، بل ضم النون أسهل بكثير.
وكما كان وقوع ابن في النداء بين علمين على الوجه المذكور سببا للتخفيف، بتبدل الضمة فتحة، جعل في غير النداء سببا للتخفيف بحذف تنوين المنعوت، لأن