ومن حذف "أو" وبقاء ما عطفت قول عمر رضي الله عنه: "صلى رجل في إزار ورداء، في إزار وقميص، في إزار وقَباء" أي: ليصل رجل في إزار ورداء، أو إزار وقميص، أو إزار وقَباء. وحكى أبو الحسن في المعاني أن العرب تقول: أعطه درهما، درهمين، ثلاثة، بمعنى أو درهمين أو ثلاثة.
ومن الاستغناء بالمعطوف بالواو عن المعطوف عليه بعد بلى وشبهها قولك لمن قال: ألم تضرب زيدا؟ بلى وعمرا. ولمن قال: ألفت سعدا؟ نعم وأخاه. ومن الاستغناء عنه في ذلك قول بعض العرب: وبك وأهلا وسهلا، لمن قال: مرحبا وأهلا، أي بك مرحبا وأهلا وسهلا، ومنه قول نهشل بن ضمرة:
قبح الإله الفقعسي ورهطه ... وإذا تأوَّهت القلاصُ الضُّمَّرُ
ولحا الإله الفقعسي ورهطه ... وإذا توقَّد في النِّجاد الحَزْوَرُ
أي: قبحه الله كل حين وإذا تأوهت القلاص، ولحاه الله كل حين وإذا توقد في النجاد الحزور. ومنه والله أعلم قوله تعالى: (فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا ولو افتدى به) أي: لو ملكه ولو افتدى به. ومثله: (ولتصنع على عيني) أي: لترحم ولتصنع على عيني.
ومن حذف ما عطف عليه بالفاء قوله تعالى: (أن اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا) وقوله: (أن اضرب بعصاك البحر فانفلق) أي: فضرب فانفجرت، و: فضرب فانفلق.