حسن كثير، لكون المنعوت معلوم الجنس، ولكون النعت قابلا لمباشرة العامل.
ولكونه جملة أو شبهها لم يقم مقام المنعوت في الاختيار إلا بشرط كون المنعوت بعض ما قبله من مجرور بمن كقوله تعالى: و (إنْ من أهل الكتاب إلا لَيُؤْمِنَنَّ به قبل موته) ومن هذا النوع قول تميم العجلاني:
وما الدهرُ إلا تارتانِ فمنهما ... أموتُ وأخرى أبتغي العيشَ أكْدحُ
وكلتاهما قد خُطَّ لي في صحيفتي ... فلا العيشُ أهوى لي ولا الموتُ أرْوَحُ
وقد تقوم "في" مقام "من" كقول الراجز:
لو قلت ما في قومها لم تيثم ... يَفْضُلُها في حَسَبِ وميسَم
فمثل هذا أيضا لو استعمل في غير الشعر لحسن كقولك: ما في الناس إلا شَكَرَ أو كَفَر.
وقد تقام الجملة مقام المنعوت دون "من" و"في" كقول الشاعر:
لكم مسجدا الله المَزوران والحصى ... لكم قِبْصُه من بين أثْرى وأقْتَرا
وأشرت بقولي: "واستغنى لزوما عن موصوفات بصفاتها" إلى نحو: دابة، وأبطح، وحسنة، وسيئة.
وأشرت بقولي: ويعرض مثل ذلك بقصد العموم إلى مثل قوله تعالى: (ولا رطبٍ ولا يابس إلا في كتاب مبين) وقوله تعالى: (قل لا يستوي الخبيث