"يمين" و "مقسم"، كما فصل بين "أبي" و"طالب" بشيخ الأباطح. ومثله قول سويد بن الصامت يخاطب قومه:
أدينُ وما ديني عليكم بمَغْرمٍ ... ولكن على الشُّمِّ الجلاد القرواح
على كلِّ خوّار كأن عماده ... طُلين بقارٍ أو بحَمْأةِ مائح
لها حامل أرعى برية كلما ... تناول كفاه اليسار الجوانحِ
أراد: أرعى الجوانح، ففصل بنعت وهو جملة، لأنها في حكم نعت مفرد. ومثال الفصل بفعل ملغى ما أنشد ابن السكيت من قول الشاعر:
ألا يا صاحبي قفا المَهارى ... نُسائلُ عن بثينة أين سارا
بأي تراهم الأرضين حَلُّوا ... أألدبران أم عسفوا الكِفارا
أراد: بأي الأرضين تراهم حلوا، ففصل بتراهم – وهو فعل ملغى – بين أي والأرضين، وهما مضاف ومضاف إليه، وهذا من الغرابة مثل الفصل بنعت هو جملة، وقد تقدم ذكره.
وتقدم أيضا أن الفصل بمعمول المضاف إذا لم يكن مرفوعا جدير بأن يكون جائزا في الاختيار، ولا يختص بالاضطرار، واستدللت على ذلك بقوله صلى الله عليه وسلم: "هل أنتم تاركولي صاحبي" وبقول بعض العرب: ترك يوما نفسك وهواها، سعى لها في رداها. وأقوى الأدلة على ذلك قراءة ابن عامر