قد فصل فيه "عبد القيس" – وهو فاعل شفت – بين غلائل وصدورها، وهو مضاف ومضاف إليه، والذي قاله غير متعين، لإمكان جعل غلائل غير مضاف، وجعله ساقط التنوين لمنعه الصرف، وانجرار صدورها على أنه بدل من الضمير في قوله: منها، وهذا التوجيه راجح على ما ذهب إليه السيرافي لكثرة نظائره، وعدم أمن الاستشهاد بما يرد في الضرورة وعلى سبيل الندور، ومثله في الضعف والندور الفصل بالنداء، كقول الشاعر:

وِفاقُ كعبُ بُجَيْرٍ مُنْقِذٌ لك من ... تعجيلِ تَهْلُكة والخُلدِ في سَقَرا

أراد: وفاقُ بجير ياكعب، والمراد: بُجَيْر وكعب ابنا زهير رضي الله عن بجير، ورحم كعبا. وكقول الراجز:

كأنَّ بِرْذَون أبا عصام ... زيدٍ حمارٌ دُقَّ باللِّجام

أراد: كأن برذون زيد، ومثله قول الفرزدق:

إذا ما أبا حفص أتتْك رأيتها ... على شعراءِ الناس يعلو قصيدُها

أراد: إذا ما أتتك يا أبا حفص.

ومثله في الضعف الفصل بالنعت، كقول الشاعر يخاطب معاوية رحمه الله:

نجوتَ وقد بَلّ المُرادِيُّ سيفه ... من ابن أبي شيخ الأباطح طالبِ

أراد: من ابن أبي طالب شيخ الأباطح، ومثله قول الفرزدق:

ولئن حلفت على يديك لأحلفن ... بيمين أصدق من يمينك مُقسِم

أراد: بيمين مقسم أصدق من يمينك، ففصل بأصدق – وهو نعت يمين – بين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015