وفي ذكر الغالب أيضا احتراز من حذف اللام وثبوت النون كقول الشاعر:

وقتيل مُرة أثأرَنَّ فإنّه ... فِرْغ وإنّ أخاكم لم يُثأر

وكقول الآخر:

وهمُ الرجالُ وكل مَلْك منهم ... تجدنَّ في رُحْب وفي مُتَضَيَّق

ومن أجل ندور إفراد اللام وإفراد النون قلت "لم تغنه اللام غالبا عن نون توكيد، وقد يستغنى بها عن اللام". وإن كان المضارع المجاب به القسم منفيا لم يؤكد بالنون إلّا إنْ كان نفيه بلا، فحينئذ قد يؤكد بها كقول الشاعر:

تالله لا يُحمَدَنّ المرءُ مُجتَنبا ... فِعْلَ الكرام وإنْ فاق الورى حسبا

والأكثر ألّا تؤكد كقوله تعالى (وأقْسموا بالله جهد أيمانهم لا يبْعَثُ اللهُ من يموتُ بلى وعدًا عليه حقًّا). وشرط في توكيد المنفي كونه منفيا بلا لشبهه بفعل النهي. وقد فعل به ذلك في غير القسم كثيرا كقوله تعالى (واتَّقوا فتنة لا تصيبنَّ الذين ظلموا منكم خاصّةً) وكقول النمر:

فلا الجارةُ الدُّنيا لها تلحَيَنَّها ... ولا الضيف عنها إن أقام مُحوَّلُ

ويكثر حذف الحرف النافي المضارع المجرد من نون التوكيد كقوله تعالى (تالله تَفْتؤ تذكر يوسفَ) أي تالله لا تفتأ تذكر يوسف، وكقول حسان رضي الله عنه:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015