وقد ذكرت هذه الأنواع الثلاثة في أبوابها. ومن المقيس نحو: ها الله لأفعلن، مما يذكر في باب القسم. والمسموع كقول الشاعر:
ألا تسأل المكيَّ ذا العلم ما الذي ... يجوزُ من التقبيل في رمضان
فقال لي المكيُّ: أمّا لزوجة .. فسبعٌ وأمّا خُلّةٍ فثَمان
أراد وأمّا لخلّة. وكقول الآخر:
وكريمةٍ من آل قيس ألَفْتُه ... حتّى تَبذّخ فارتقى الأعلامِ
أراد في الأعلام. والأول أجود، لأن فيه حذف حرف ثابت مثله فيما قبله، ولكن لا يقاس عليه، لكون العاطف مفصولا بأمّا، وهي تقتضي الاستئناف. ومثل – فارتقى الأعلام – قول الآخر:
إذا قيل أي الناس شر عصابة ... أشارت كليبٍ بالأكف الأصابعُ
أراد أشارت إلى كليب. وفي صحيح البخاري قول النبي صلى الله عليه وسلم: "صلاة الرجل في جماعة تضعّف على صلاته في بيته وسوقه خمسٍ وعشرين ضعفا" على تقدير الباء. ومثله من جامع المسانيد على أحد الوجهين قول النبي صلى الله عليه وسلم "خير الخيل الأدهم الأقرح الأرثم المحجّل ثلاثٍ" على أن يكون المراد المحجل في ثلاث. والأجود أن يكون أصله المحجّل محجلُ ثلاث، فحذف البدل وبقي مجروره، كما فعل