أبو بكر أفضل منهم جميعاً رضوان الله تبارك وتعالى عليهم، ولكنه هو الذي يبدأ بالسلام، قال: فقال أبو بكر رضي الله عنه: أما ترى ما يصيب القوم عليك من الفضل، يعني: لو أنهم بدءوك بالسلام لكان لهم الفضل عليك، فلا تجعل أحداً يسبقك بالسلام ما استطعت.
قال: فكنا إذا طلع الرجل من بعيد بادرناه بالسلام قبل أن يسلم علينا، فقد عرفوا الفضل في البدء بالسلام، فكانوا سباقين إلى ذلك.
ولذلك جاء في حديث آخر يبين لنا هذا الفضل، وهو حديث أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أولى الناس بالله من بدأهم بالسلام)، فكل مسلم يحب الله ويحب التقرب إلى الله، ولكن أولى الناس بالله قال: (من بدأهم بالسلام).
وفي الحديث قيل: يا رسول الله! (الرجلان يلتقيان أيهما يبدأ بالسلام؟ قال: أولاهما بالله تعالى)، وجاء في حديث آخر: (يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والماشيان أيهما بدأ فهو أفضل).
(يسلم الراكب على الماشي)، فإنسان راكب على دابة أو على سيارة قد يدخله شيء من الغرور أنه أعلى من الثاني الذي يمشي على رجليه، فعلمك رسول الله صلى الله عليه وسلم أنك أنت الذي تبدأ بالسلام من أجل ألا تشعر بالغرور والتعالي على الناس.
ثم قال: (والماشي على القاعد)، فالذي يمشي ويمر على الناس فإنه ينبغي أن يسلم على القاعد في مكانه، قال: (والماشيان) أي: كلاهما يمشيان (أيهما بدأ فهو أفضل) يعني: الذي يبدأ هو أفضل من الآخر.