قيل: يا رسول الله، فالبقر والغنم؟ قال: (ولا صاحب بقر ولا غنم لا يؤدي منها حقها إذا إذا كان يوم القيامة بطح لها بقاع قرقر أوفر ما كانت لا يفقد منها شيئاً، ليس فيها عقصاء ولا جلحاء ولا عضباء) والبطاح هي الرمال والتراب الذي على الأرض، فيبطح هذا الإنسان على الأرض وتمر عليه لا يفقد منها شيئاً، ليس فيها عقصاء، والعقصاء: هي ذات القرون الملتوية، فتكون قرونها يوم القيامة مستوية مستقيمة حتى يكون أذاها عليه شديداً.
قال: (ولا جلحاء) والأجلح من الغنم: ما ليس له قرن، (ولا عضباء) والأعضب: مكسور القرن، فتكون قرونها سليمة يوم القيامة حتى تؤذيه.
قال: (تنطحه بقرونها، وتطؤه بأظلافها، كلما مر عليه أولاها رد عليه أخراها في يوم كان مقدراه خمسين ألف سنة، حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار).
فالإنسان الذي يبخل بالزكاة من أجل أن يجمعها ويستمتع بها عشر سنين عشرين سنة، وأيضاً هو يجمعها وهو خائف عليها أن يحصل له أمر فيخرجها بسببه.
فهذا الذي ادخر المال وجمعه ولم يخرج زكاته، ويخاف أن يصاب بمرض في الدنيا فينتهي عليه ماله، هذا يعذبه الله يوم القيامة خمسين ألف سنة بنفس المال الذي لم يخرج زكاته لله سبحانه وتعالى.