هذه أحاديث يذكرها الحافظ المنذري رحمه الله في الترغيب في الغسل يوم الجمعة، وفي الترغيب في التبكير إلى الجمعة وغير ذلك.
منها: حديث عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (من اغتسل في يوم الجمعة كان في طهارة إلى الجمعة الأخرى)، فهذا نوع من أنواع الطهارة، وهي طهارة للبدن، وطهارة لقلب الإنسان.
فطهارة البدن: طهارة من الحدث الأصغر ومن الحدث الأكبر، ومعلوم يقيناً أن الإنسان إذا أحدث انتقضت طهارته من الحدث الأصغر، ومعلوم أنه إذا أجنب انتقضت طهارته من الحدث الأكبر، فكأن هذا النوع من أنواع الطهارة المذكورة في الحديث نوع آخر غير التطهر من الحدث الأصغر أو الأكبر، وكأنها نوع من تطهير الإنسان من ذنوبه وذلك بزيادة الإيمان، وتطهير من دنس الشرك والمعاصي، لكن ليست معناها: أنه طاهر من الحدث الأصغر والأكبر؛ لأن هذا لا يعقل أن الإنسان خلال اليوم لا يبول ولا يتغوط، ويكون على طهارة بسبب غسل الجمعة.
إذاً: الذي يقصده النبي صلى الله عليه وسلم في طهارة الإنسان في الحديث طهارة أخرى غير الطهارة من الحدثين، فقال: (من اغتسل يوم الجمعة كان في طهارة إلى الجمعة الأخرى).
وفي حديث آخر: (من اغتسل يوم الجمعة لم يزل طاهراً إلى الجمعة الأخرى)، وكأنها التنقية من الذنوب، فيكفر الله عنه الخطايا والذنوب.