Q أحياناً قد يتخيل الواحد منا صفات الخالق جل وعلا، فهل يأثم ويحاسب بمجرد التفكير أم لا؟
صلى الله عليه وسلم الخواطر التي تخطر للإنسان لا يسلم منها أحد أياً كان، مسلماً أو غير مسلم، فإذا سمع بأوصاف وأسماء فلابد أن يتخيل، وهذا الخيال ما دام أنه خيال عارض فلا يؤاخذ به المسلم، لكن يجب ألا يعتقده؛ لأنه من أسباب ضلال الذين ضلوا في أسماء الله وصفاته، فالمشبهة اعتقدوا ما يتخيلون فوقعوا في التشبيه الكفري، والمعطلة تخيلوا وظنوا أنه هو حقيقة أسماء الله وصفاته فوقعوا في التعطيل والتأويل، وكلاهما خطأ، لذا فالمسلم لابد أن يتخيل، لكن يجب ألا يعتقد خياله، فإن الله عز وجل أعظم وأجل مما نتخيله، أما أن يسلم الإنسان من الخيال فهذا محال، فالخيالات هي أمثلة في الذهن تقرب إلى الحقائق، أو تقرب صور الحقائق لا تقريب حقيقي، لكن تقريب تمثيلي خيالي، والخيال خيال ليس بحقيقة، وعلى هذا كون الإنسان يتخيل أسماء الله وصفاته هذا لا يضره، وإنما يضره أن يعتقد ما يتخيل، أو أن يبني على خياله أحكاماً، مثل: التأويل والتعطيل، وهذا هو الممنوع كما سيأتي بيانه.