Q هل الفرق الثنتان والسبعون ممن يخلد في النار؟
صلى الله عليه وسلم لا، وهذا باتفاق السلف، والفرق الخارجة عن السنة على نوعين: فرق خرجت عن الملة نسأل الله العافية، مثل: كثير من الغلاة الذين وقعوا في الشركيات، أو وقعوا في الإلحاد، فهؤلاء ليسوا من الفرق الثنتين والسبعين، وفرق لم تخرج عن الملة، وهي فرق المسلمين، كالخوارج، والمعتزلة، والقدرية الثانية لا الأولى، والمرجئة، وأهل الكلام، فهؤلاء من فرق المسلمين، وهم من أهل الوعيد، وحكمهم حكم أهل الكبائر والبدع، مع أن أغلب أهل الكبائر هم أهل بدع، والبدع هي أغلب الكبائر، لكن لا يخرجون عن مسمى المسلمين، ولا يجوز أن يعتقد تخليدهم في النار؛ لأنهم من أهل الوعيد، وتحت مشيئة الله عز وجل.
وأرجو أن يفهم هذا جيداً؛ لأن كثيراً من الشباب قد صار عندهم خلط في هذه المسألة، فيظن أن مجرد قول النبي صلى الله عليه وسلم: (كلها في النار إلا واحدة)، أنه من باب الخلود في النار، وأن حكمهم حكم الكفار! وهذا غير سليم وصحيح، ولذلك حتى الوعيد بالنار كوعيد الزاني أو السارق أو آكل الربا، لا يعني التخليد في النار، وهذا كله باتفاق السلف، فينبغي أن يفهم هذا جيداً؛ وخاصة في مثل هذه الظروف التي كثر فيها الخلاف والتنازع على بعض الأمور.