عليّ" بضم الثاء وكسرها، و (عليّ) بمعنى (عني) يعني رفقته، ومراده بذلك أن يرووا عنه كذباً، وفي رواية: "الكذب" فأعاب به؛ لأنه قبيح ولو على عدو، وهذا يقوله أبو سفيان حال كفره، مما يدل على أن الفطر السليمة تأبى الكذب وتنفر منه، وأبو سفيان حال كفره نفر من أن يروى عنه الكذب، فمن المؤسف جداً أن يوجد في المسلمين من لا يتحرج من الكذب بل يكذب لأدنى سبب، بل قد يكذب لغير مصلحة، والله المستعان.
وكل هذا سببه البعد عن تعاليم هذا الدين الذي جاءنا بمكارم الأخلاق، "لكذبت عنه" لأخبرت عن حاله بكذب لبغضي إياه، وفي رواية: "لكذبت عليه" هذا واقع الكفار يبغضون النبي -عليه الصلاة والسلام- بغض عقدي، لكنهم لا يلبثون إذا أسلموا أن يكون أحب الناس إليهم لما جبل عليه من الصفات الكريمة والأخلاق الحميدة، إضافةً إلى أن حبه -عليه الصلاة والسلام- ديانة، "ثم كان أول ما سألني عنه" بنصب أول، قال الحافظ: وبه جاءت الرواية، وهو خبر كان، واسمها ضمير الشأن، ويجوز رفع أول اسماً لكان، وذكر العيني: وروده روايةً، وحينئذٍ يكون الخبر: أن قال: كيف نسبه فيكم؟ -صلى الله عليه وسلم-، أي ما حال نسبه، أهو؟
طالب: هو خبر. . . . . . . . .
المصدر المؤول (أن قال).
طالب: ... يعني .. قوله:
كان أول، قوله: كيف نسبه فيكم؟ المصدر المؤول من أن وما دخلت عليه.
طالب: وتكون أول خبر.
{لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ} [(177) سورة البقرة] البرّ خبر ليس، والمصدر المنسبك من أن وما دخلت عليه اسم ليس، وإذا جئت بالبرُّ وهنا أولُ، يكون خبرها المصدر المنسبك وهكذا.
أن قال: كيف نسبه فيكم؟ -صلى الله عليه وسلم-، يعني ما حال نسبه أهو من أشرافكم أم لا؟ "قلت: هو فينا ذو نسب"، أي صاحب نسبٍ عظيم، فالتنوين للتعظيم، كما في قوله تعالى: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ} [(179) سورة البقرة] تنوين حياة هذا لا شك أنه للتعظيم، يعني حياة عظيمة.