إذا تقرَّرَ ذلكَ، فممَّنْ سمعَ منهُ قبلَ اختلاطِهِ: أحمدُ بنُ حنبلٍ، وعبدُ اللهِ ابنُ محمدٍ المسنديُّ، وأبو حاتمٍ الرازيُّ، وأبو عليٍّ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ خالدٍ الزريقيُّ، وقالَ ابنُ الصلاحِ: ما رواهُ عنهُ: البخاريُّ، ومحمدُ بنُ يحيى الذهليُّ، وغيرُهما منَ الحفاظِ، ينبغي أنْ يكونَ مأخوذاً عنهُ قبلَ اختلاطِهِ. انتهى، وممَّنْ سَمِعَ منهُ بعدَ اختلاطِهِ: أبو زرعةَ الرازيُّ، وعليُّ بنُ عبدِ العزيزِ البغويُّ. وكانتْ وفاتُهُ سنةَ أربعٍ وعشرينَ
ومائتينِ.
ومنهمْ: عبدُ الوهابِ بنُ عبدِ المجيدِ الثقفيُّ، أحدُ الثقاتِ الذينَ احتجَّ بهمْ الشيخانِ. قالَ عباسٌ الدوريُّ، عنْ يحيى بنِ معينٍ: اختلطَ بأخرةٍ. وقالَ عقبةُ بنُ مكرمٍ العميُّ: اختلطَ قبلَ موتِهِ بثلاثِ سنينَ، أو أربعِ سنينَ، قالَ صاحبُ " الميزانِ ": لكنَّهُ ما ضرَّ تغيُّرُهُ حديثَهُ، فإنَّهُ ما حدَّثَ بحديثٍ في زمنِ التغيُّرِ، ثمَّ استدلَّ بقولِ أبي داودَ: تغيَّرَ جريرُ بنُ حازمٍ، وعبدُ الوهابِ الثقفيُّ، فَحُجِبَ الناسُ عنهمْ. وماتَ سنةَ أربعٍ وتسعينَ ومائةٍ، وقيلَ: سنةُ أربعٍ وثمانينَ.
ومنهمْ: عبدُ الرزاقِ بنُ هَمَّامٍ الصنعانيُّ، احتجَّ بهِ الشيخانِ، قالَ أحمدُ: أتيناهُ قبلَ المائتينِ وهوَ صحيحُ البصرِ. ومَنْ سَمِعَ منهُ بعدَ ما ذهبَ بصرُهُ، فهوَ ضعيفُ السماعِ، وقالَ أيضاً: كانَ يُلقَّنُ بعدما عميَ، وقالَ النسائيُّ: فيهِ نظرٌ، لمنْ كتَبَ عنهُ بأخرةٍ. انتهى.