قالَ خليفةُ: يومَ الجمعةِ، وقالَ ابنُ سعدٍ، وابنُ زَبْرٍ، وابنُ الجوزيِّ، والجمهورُ: يومَ الخميسِ. وقالَ الليثُ بنُ سعدٍ: إنَّ وقعةَ الجملِ كانتْ في جمادى الأولى، وكذا قالَ ابنُ حبانَ: إنَّ يومَ الجملِ لعشرِ ليالٍ خَلَوْنَ منْ جمادى الأولى، والأولُ هوَ المشهورُ المعروفُ في تاريخِ الجملِ، إنَّهُ في جمادى الآخرةِ. وتناقضَ فيهِ كلامُ ابنِ عبدِ البرِّ، فقالَ ما تقدمَ نقلُهُ عنهُ في ترجمةِ طلحةَ، وقالَ في ترجمةِ الزبيرِ: في جمادى الأولى، وَوَهِمَ في ذلكَ، وتَبِعَهُ ابنُ الصلاحِ في هذا فقالَ: إنَّ وفاتهما في جمادى الأولى، واختَلَفَ كلامُ المزيِّ أيضاً في " التهذيبِ " كابنِ عبدِ البرِّ، فقالَ في طلحةَ: جمادى الآخرةِ، وقالَ في الزبيرِ: جمادى الأولى، وسببُ ذلكَ كلامُ ابنِ عبدِ البرِّ، وكذلكَ قولُ أبي نُعيمٍ في طلحةَ: قُتِلَ في رجبٍ، وقولُ سليمانَ بنِ حربٍ: قُتِلَ في ربيعٍ، أوْ نحوِهِ، قولانِ مرجوحانِ.

والذي رمى طلحةَ هوَ مروانُ بنُ الحكمِ على الصحيحِ، وأمَّا الزبيرُ فقتلَهُ عمرُو بنُ جُرْمُوْزٍ، فقيلَ: قتلَهُ يومَ الجملِ، قالَهُ الواقديُّ، وابنُ عبدِ البرِّ، وابنُ الجوزيِّ، والمزيُّ، وقالَ البخاريُّ في "التاريخِ الكبيرِ": قُتِلَ في رجبٍ، وكذا قالَ ابنُ حبانَ في أولِ كلامِهِ، ثمَّ قالَ: إنَّهُ قُتِلَ منْ آخرِ يومٍ صبيحةَ الجملِ، وهذا يقتضي أنَّهُ في الحادي عشرَ منْ جمادى الآخرةِ، فاللهُ أعلمُ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015