جمادى الآخرةِ، فقالَ ابنُ حبانَ ليلةَ الاثنينِ لسبعَ عشرةَ مضتْ منهُ، وقالَ ابنُ إسحاقَ يومَ الجمعةِ لسبعِ ليالٍ بقينَ منهُ، وقالَ الباقونَ لثمانٍ بقينَ منهُ، وحكاهُ ابنُ عبدِ البرِّ عنْ أكثرِ أهلِ السِّيرَِ، إمَّا عشيةَ يومِ الاثنينِ، أوْ ليلةَ الثلاثاءِ، أقوالٌ حكاها ابنُ عبدِ البرِّ زادَ ابنُ الجوزيِّ بينَ المغربِ والعشاءِ منْ ليلةِ الثلاثاءِ
وتوفيَ عمرُ بنُ الخطَّابِ - رضي الله عنه - في آخرِ يومٍ منْ ذي الحِجَّةِ، سنةَ ثلاثٍ وعشرينَ، وقولُ المزيِّ، والذهبيِّ قُتِلَ لأربعٍ، أوْ ثلاثٍ بقينَ منْ ذي الحجةِ، فإنْ أرادا بذلكَ لمَّا طعنَهُ أبو لؤلؤةَ، فإنَّهُ طعنَهُ يومَ الأربعاءِ عندَ صلاةِ الصبحِ لأربعٍ، وقيلَ لثلاثٍ بقينَ منهُ، وعاشَ ثلاثةَ أيامٍ بعدَ ذلكَ، واتفقوا على أنَّهُ دُفِنَ مُسْتَهَلِّ المُحَرَّمِ سنةَ أربعٍ وعشرينَ، وقالَ الفلاسُ إنَّهُ ماتَ يومَ السبتِ غُرَّةَ المحرمِ سنةَ أربعٍ وعشرينَ
وتوفيَ عثمانُ بنُ عفانَ مقتولاً شهيداً سنةَ خمسٍ وثلاثينَ في ذي الحِجَّةِ أيضاً، قيلَ يومُ الجمعةِ، الثامنَ عشرَ منهُ، وهذا هوَ المشهورُ، وادَّعى ابنُ ناصرٍ الإجماعَ على ذلكَ، وليسَ بجيدٍ، فقدْ قيلَ إنَّهُ قُتِلَ يومَ الترويةِ لثمانٍ خلتْ منهُ، قالَهُ الواقديُّ، وادَّعى الإجماعَ عليهِ عندهُمْ، وقيلَ لليلتينِ بقيتا منهُ، وقالَ أبو عثمانَ النَّهْديُّ، قيلَ في وَسَطِ أيَّامِ التشريقِ، وقيلَ لثنتي عشرةَ خلتْ منهُ، قالَهُ الليثُ بنُ سعدٍ، وقيلَ لثلاثَ عشرةَ خلتْ منهُ، وبهِ صدَّرَ ابنُ الجوزيِّ كلامَهُ، وقيلَ في أوَّلِ سنةِ ستٍّ وثلاثينَ، والأولُ أشهرُ