أما النزول، فالنازل لغة: ضد العالي، وهو السافل.
واصطلاحاً: كثرة رجال السند إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
ويعرف النازل بمقارنته بسند آخر، فالبنسبة للسند الآخر هو نازل لكثرة رجاله، فإذا قلنا: مالك عن نافع عن ابن عمر، فهم ثلاثة، فهذا الحديث العالي، وإذا قلنا: مالك عن ثور بن يزيد عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم فهم أربعة، فهذا الحديث نازل، لكثرة عدد رجاله.
والنازل منه الصحيح ومنه الضعيف، والعالي منه الصحيح ومنه الضعيف ومنه الموضوع.
والنازل قد نزل عن العالي درجة؛ لأن احتمال الخطأ فيه أكثر من احتمال الخطأ في العالي، مثال ذلك ما رواه البخاري، قال: حدثنا الحميدي، حدثنا سفيان، عن يحيى بن سعيد الأنصاري قال: أخبرني محمد بن إبراهيم التيمي، أنه سمع علقة بن وقاص الليثي يقول: سمعت عمر بن الخطاب على المنبر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إنما الأعمال بالنيات) وبين البخاري ورسول الله صلى الله عليه وسلم ستة رجال، فهذا الحديث نازل؛ لكثرة عدد رجاله.
فإذا قلنا: مسلم يروي عن رجل عن الزهري عن حميد الطويل عن أنس، وبين مسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة رجال، إذاً: هذا الحديث طريقه عال بالنسبة لطريق الحديث الأول.
وحكم الحديث النازل كحكم الحديث العالي، لا بد أن يبحث فيه، فمنه الضعيف، ومنه الصحيح.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، وصل اللهم وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.