الأحاديث المسلسلة أنواع، منها مسلسل بأحوال الرواة القولية، ومسلسل بأحوال الرواة الفعلية، ومسلسل بأحوال الرواة قولية وفعلية معاً، ومسلسل بصفات.
مثال المسلسل بالقول: حديث معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يا معاذ إني أحبك فلا تدعن دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك)، والراوي عن معاذ قال له معاذ: إني أحبك فلا تدعن دبر كل صلاة أن تقول، وروى الحديث، والراوي عن معاذ قال ذلك للراوي عنه.
ومثال المسلسل بأحوال الرواة الفعلية كتشبيك الأصابع، وكالابتسامة.
أما تشبيك الأصابع فكما قال أبو هريرة: (شبك أبو القاسم بيدي وقال: خلق الله الأرض يوم السبت)، ثم أخذ أبو هريرة أخذ بيد الراوي عنه وشبك بيده وقال: شبك رسول الله بيدي هكذا وقال: (خلق الله الأرض يوم السبت)، ثم شبك الراوي عن أبي هريرة يده بالراوي الذي تحته وقال: شبك أبو هريرة بيدي هكذا، وشبك رسول الله صلى الله عليه وسلم بيد أبي هريرة وقال: (خلق الله الأرض يوم السبت).
ومثال المسلسل بأحوال الرواة القولية والفعلية فحديث أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يجد العبد حلاوة الإيمان حتى يؤمن بالقدر خيره وشره حلوه ومره وقبض على لحيته)، فهذا فعل؛ لأنه قبض على اللحية، وقول لأنه قال بعد ذلك: (آمنت بالقدر خيره وشره وحلوه ومره)، فقبض أنس عندما روى الحديث على لحيته بعد رواية الحديث.
وقال: (آمنت بالقدر خيره وشره حلوه ومره)، والراوي عن أنس قبض لحيته وقال: قبضه أنس وقبض رسول الله وقال: (آمنت بالقدر خيره وشره حلوه ومره).
المسلسل بصفات الرواة القولية مثل الحديث المسلسل بقراءة سورة الصف، رواه كل راو بقراءة السورة.
ومن المسلسل اتفاق أسماء الرواة، كالمسلسل بالمحمدين، مثلاً يقول محمد بن فلان: حدثني محمد بن أنس حدثني محمد بن علي حدثني محمد بن عبد الله حدثني محمد بن أبي بكر حدثني محمد بن مسلم.
أو يكون مسلسلاً بالمدنيين، وهذا من لطائف الإسناد، ويذكره كثيراً الحافظ ابن حجر في فتح الباري، فيقول وهو يشرح الحديث: ومن لطائف الإسناد أن هذا الحديث مسلسل بالبصريين، أو مسلسل بالمدنيين، أو مسلسل بالمكيين.