أولاً: الناظم قبل أن يبدأ في نظمه قال: [بسم الله الرحمن الرحيم].
وهذا من ورائع البيان! يبتدئ باسم الله جل في علاه اقتداء بكتاب الله، واقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
أما بكتاب الله فقد بدأ الله كتابه بالبسملة، وقد اختلف العلماء هل هي آية من كل سورة، أم هي آية من الفاتحة فقط، أم هي آية مستقلة تفصل بين السور على أقوال ثلاثة؟ القول الأول: قول الشافعية، قالوا: بأن البسملة آية من الفاتحة وآية من كل سورة، واستدلوا على ذلك بأدلة سنبينها بإيجاز.
القول الثاني: قول الأحناف، قالوا: البسملة آية مستقلة تفصل بين السور.
القول الثالث: قول المالكية، قالوا: هي آية من سورة النمل، وهذا بالاتفاق، وأيضاً آية مستقلة تفصل بين السور دون سورة براءة.
الأدلة على ذلك: أما أدلة الشافعية: فقالوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (الفاتحة هي السبع المثاني، وبسم الله الرحمن الرحيم آية منها) أو قال (إحدى آياتها)، فدل بالتصريح من قول النبي أن بسم الله الرحمن الرحيم آية من سورة الفاتحة.
كذلك يستدلون بأن الله جل في علاه أنزل بسم الله الرحمن الرحيم وقرأ القارئ الآيات وفصل بين السور ببسم الله الرحمن الرحيم.
أما المالكية والحنفية فاستدلوا بقول ابن عباس رضي الله عنه وأرضاه: إن الله أنزل البسملة يفصل بها بين السور، وهي آية في سورة النمل.
والقول الوسط الصحيح الراجح أن البسملة آية من الفاتحة يجب على كل مصل أن يقرأ هذه البسملة، ومن لم يقرأ البسملة في ركعة من الركعات فعليه أن يعيد هذه الركعة، فهي آية من الفاتحة، وهي آية مستقلة تفصل بين السور، وهذا هو الراجح الصحيح.
فالناظم بدأ بالبسملة اقتداءً بكتاب الله وبرسول الله صلى الله عليه وسلم، فما بعث النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب إلى أحد يدعوه إلى الإسلام إلا وهو يقول: (بسم الله الرحمن الرحيم، السلام على من اتبع الهدى)، فكان يصدر الكتاب ببسم الله الرحمن الرحيم، (وفي صلح الحديبية أيضاً قال لـ علي بن أبي طالب: اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم).
فهذا الفعل من الناظم اقتداء بكتاب الله وبسنة النبي صلى الله عليه وسلم.