والحق أنه لا يصل إلى معرفة هذه العلل الخفية إلا الجهابذة من العلماء الذين أفتوا أنفسهم بحثاً ومدارسة وطلباً وتدريباً على البحث في كتب أهل العلم الذين وضحوا وبينوا علل الأحاديث, كما قال علي بن المديني: علة الحديث تظهر بجمع الروايات.
وهذا هو كلام طبيب العلل الذي علم البخاري كيف يكون ليثاً في هذا العلم، فإذا جمعت روايات الحديث فوجدت في السند الأول مدلساً والسند الثاني والثالث فاعلم أن هناك علة خفية يجب البحث عنها، وكذلك يتبين من خلال جمعك للروايات وجود الإرسال أو الإعضال، أو الحكم على الحديث بالرفع أو الوضع أو نحوه.
إذاً: فأول الطرق لمعرفة علة الحديث: هي جمع روايات الأحاديث كما قال ابن المديني.
الثاني: الرجوع إلى كتب العلل, كالعلل: للدارقطني، وهو أوسع الكتب التي تكلمت عن العلل في الأحاديث, وكتاب العلل لـ ابن أبي حاتم , وكتاب التاريخ للإمام البخاري , وكتاب الكامل في الضعفاء لـ ابن عدي، فمن رجع إلى هذه الكتب عرف العلل التي ضعف العلماء بها الأحاديث.
الثالث: إعلال الحديث بالمتون, بأن ينظر في المتن، فإذا خالف القواعد الكلية للشريعة من كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم المتفق عليها فإنه لا يقبل حينئذ.