وعن عائشة مرفوعاً ولم أقف على سنده قال: «لا يرى وجهي ثلاثة أنفس: العاق لوالديه، وتارك سنتي، ومن لم يصل عليّ إذا ذكرت بين يديه» (?) .

ففي الأحاديث المذكورة تحذير من ترك الصلاة عليه ما يذكر، وإخبار بحصول الشقاء، وأن من ترك الصلاة عليه أبخل الناس، ولا دين له، ولا يرى وجهه الكريم - صلى الله عليه وسلم - وأنشد بعضهم فقال:

من لم يصل عليه إن ذكر اسمه ... فهو البخيل وزده وصف جبان

وإذا الفتى صلى عليه مرة ... من سائر الأقطار والبلدان

صلى عليه الله عشراًً فليزد ... عبد ولا يجنح إلى نقصاني

جججج

والشافعي والجمهور أجابوا عن هذه الأحاديث بأنها خرجت مخرج المبالغة في تأكيد ذلك وطلبه، وأن الأمر فيها للندب لا للوجوب، وقالوا: إن الصلاة عليه لكلٍ تستحب في مواضع منها: كلما ذكر، ومنها: عند كتابة اسمه كما تقدم، فقد ورد في الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «من صلى عليّ في كتابه لم تزل الملائكة تستغفر له ما دام اسمي في ذلك الكتاب» (?) .

قال ابن العربي (?) بعده في رواية أخرى: «لم تزل الملائكة تكتب له الحسنات ما دام اسمي في ذلك الكتاب» (?) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015