فكان الحسن - رضي الله عنه - إذا حدث بها بكى وقال: يا عباد الله الخشبة تحن إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شوقاً إلى مكانه فأنتم أحق أن تشتاقوا إلى لقائه.

وجاء في رواية أنه أمر بدفنه تحت منبره ليصلى إليه، فلما هدم المسجد أخذه أبي فكان عنده رحمة الله عليه، ونظم ذلك بعضهم فقال:

وحن الجذع شوقاً ورقةً ... ورجع صوتاً كالعشار مرددا

فبادره ضماً فقر لوقته ... لكل امرئ من دهره ما تعودا

وأنشد بعضهم أيضاً:

الجذع حن إلى النبي المصطفى ... بالله أقسم إنه معذور

قد كان حال القرب من أنواره ... في نعمة إقبالها مأثور

فغدا الفرقة بدره متصدعاً ... يبدي الأنين وقلبه مكسور

من ذا الذي يقوى على هجران من ... بين البرية فضله مشهور

وخرج - صلى الله عليه وسلم - إلى نواحي مكة في بعض الأيام فما استقبله شجر ولا حجر إلا شافهه بالسلام، ولما أتى جبريل بالرسالة المعظمة إليه جعل لا يمر بحجر لا شجر إلا سلم عليه، وأمنت الأبواب والجدران على دعائه، وكان كل من الحجر والشجر يسجدان له إذا مر بإزائه (?) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015