ثم عادت إلى مكانها (?) .
ولله در من قال:
نبي له الأشجار جاءت مطيعة ... نبي عليه سلم الحجر الصلد
نبي هدي حتى الجماد يحبه ... نبي كريم ما لدعوته رد
له الفضل والإفضال والبر والتقى ... له العدل والإحسان والجود والمجد
صح وثبت أن جذع النخل حن لفراقه - صلى الله عليه وسلم - فقد قال جابر بن عبد الله - رضي الله عنه -: كان مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسقوفاً بجذوع نخل، فكان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا خطب إلى جذع منها ويضع يده عليه قبل أن يصنع المنبر، فلما صنع له المنبر في السنة الثانية أو الثامنة من الهجرة فارق الجذع، قال جابر: سمعنا لذلك الجذع صوتاً كصوت العشار (?) وهي: الناقة التي أتى عليها من يوم أرسل عليها الفحل عشرة أشهر، فلما حن الجذع لفراقه دعاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجاءه يخرق الأرض فقال له: «إن شئت أردك إلى الحائط أي: البستان الذي كنت فيه، ينبت لك عروقك، ويكمل خلقك، ويجدد لك خوص وثمر، وإن شئت أغرسك في الجنة فيأكل أولياء الله من ثمرك» ثم أصغى له ليسمع ما يقول، فقال: بل تغرسني في الجنة فيأكل مني أولياء الله، فأكون في مكان لا أبلى فيه فسمعه من يليه، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «قد فعلت» ثم قال: «اختار دار البقاء على دار الفناء» ثم أمره فعاد إلى مكانه (?) .