وقال عبد الله المبارك: «من عقوبة الكذاب أنه يرد عليه صدقه» (?) .

وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا كذب العبد كذبة تباعد منه الملك مسيرة ميل من نتن ما جاء به» (?) .

وفي الموطأ عن ابن مسعود قال: «لا يزال العبد يكذب وتنكت في قلبه نكتة سوداء حتى يسود قلبه كله، فيكتب ثم الله من الكاذبين» (?) .

نعم يجوز الكذب في صور ويجب في صور، أما الصور التي يجب فيها الكذب فثلاث:

الأولى: في الحرب بأن يظهر لمن يراه الناس خلاف ما يبطن لأجل الحرب، فإن الحرب خدعة ففي الصحيحين أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يكن يريد غزوة يغزوها إلا وري بغيرها (?) .

الثانية: في الإصلاح بين شخصين أو طائفتين.

الثالثة: الكذب لأجل إرضاء زوجته كأن يشتري لها شيئاً بثمن لا ترضى به إلا أن يكون بأكثر فيخبرها الأكثر كاذباً.

ففي الصحيحين أن أم كلثوم رضي الله عنها أنها سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس، فينمي خيراً أو يقول خيراً» (?) .

وزاد مسلم في رواية: «قالت أم كلثوم ولم أسمعه يرخص في شيء مما تقوله الناس إلا في ثلاث» يعني في الحرب، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته والمرأة زوجها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015