وقال غيره في معنى إعفاء اللحية: إنه توفيرها، وهو بمعنى: "أوفُوا اللِّحى" في الرواية (?)؛ يعني: الأخرى، وكان من عادة الفُرس قص اللحية، فنهى الشرع عن ذلك (?).
وذكر أبو محمد بن السِّيد البطليوسي في الخلاف العارض من جهة الاشتراك (?) [في] (?) الألفاظ واحتمالها التأويلات الكثيرة، قال: ومن هذا النوع قوله - صلى الله عليه وسلم -: "قُصُّوا الشواربَ (?)، وأعفُوا اللِّحى" (?)، قال قوم: معناه: وفِّرُوا وكثروا، وقال آخرون: قصُّوا (?) أو أنقصوا، وكلا القولين له شاهد من اللغة؛ أما من ذهب إلى التكثير فحجَّتُه قولُ الله - عز وجل -: {حَتَّى عَفَوْا} [الأعراف: 95]، وقال جرير (?) [من الوافر]:
ولكنَّا نُعِضُّ السيفَ منها ... بأسْؤُقِ (?) عافيات (?) اللحمِ كُومِ