ثم قال رحمه الله تعالى: [وبيان ضده الذي هو الشرك] .
أي أن الشرك هو ضد التوحيد والإخلاص.
والشرك دائر على معنىً واحد، وهو تسوية الله بغيره، سواءٌ أكانت التسوية فيما يتعلق بالخلق والرزق والملك والتدبير، كأن يعتقد العبد أن هناك خالقاً أو رازقاً أو مالكاً أو مدبراً غير الله جل وعلا، أم كانت تسوية الله عز وجل بغيره فيما يجب له من الأسماء والصفات، كأن يعتقد العبد أن صفات الله كصفات المخلوق، فهذا -أيضاً- من الشرك الذي يجب أن يتخلص منه المؤمن؛ ليكمل توحيده وإيمانه من الشرك.
وأخطر الشرك وأعظمه الشرك في الإلهية، وهو الشرك في العبادة، ومعناه: أن يجعل العبد مع الله من تُصْرَفُ له العبادة فيصوم لغير الله، أو يصلي لغير الله، أو ينذر لغير الله، أو يذبح لغير الله، أو يطوف تعبداً بقبر، أو يدعو غير الله في دفع المدلهمات، أو كشف الكربات، وما إلى ذلك مما يكون من كثير من الناس، وكل هذا من الشرك الذي جاءت الشريعة بالنهي عنه والتحذير منه.