ثم قال رحمه الله تعالى: (وصار من أنكره وعاداه وصنف في التحذير منه والنهي عنه هو الفقيه العالم) .
ولا يخفى أن الشيخ رحمه الله عاش في عصرٍ أصبح المتكلم بالكتاب والسنة والداعي إلى نبذ الشرك والبدعة غريباً بين الناس، بل يُتهم بما ذكره رحمه الله من الزندقة والجنون والخروج عن سنن العلماء وطريقة أهل العلم، وصار الذي يؤلف في تقرير ما عليه عامة الناس من البدع والشرك وتعظيم غير الله هو العالم الجهبذ الإمام المتبع.
فالشيخ رحمه الله تكلم عن زمانه، وقد فتح الله عز وجل خير كثيراً بعد ذلك ببركة دعوته ومن تلاه من أئمة الدعوة وأهل العلم في كل عصرٍ ومصر، أعني أهل العلم المتبعين للكتاب والسنة من أهل السنة والجماعة السائرين على طريق السلف الصالح، فبدعوتهم أصبح القول بالكتاب والسنة هو الحجة والبرهان، وهو الذي تطمئن إليه النفوس.
ومن نعمة الله أن الدعوة السلفية تكتسح الدعوات اكتساحاً بالغاً واضحاً، وهذا من نعمة الله عز وجل على هذه الأمة، وهو تصديق قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك) .
فنسأل الله عز وجل أن يجعلنا منهم، وأن يحشرنا في زمرتهم.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.