(ورؤوسهم خمسة) أي: كبارهم ورؤسائهم (إبليس لعنه الله) هذا هو طاغوت الطواغيت، إبليس اللعين، وينبغي أن تقول: اللعين ولا تقول: لعنه الله؛ لأننا لم نتعبد بالدعاء عليه، إنما تُعبدنا بالاستعاذة بالله من شره في مواضع كثيرة: عند افتتاح الصلاة، وقبل تلاوة القرآن، وعند دخول الخلاء، وعند دخول المسجد والخروج منه، وفي مواضع كثيرة ذكرتها النصوص.
(ومن عُبد وهو راضٍ) احترازاً من الأنبياء والملائكة؛ فإن بعض المشركين يعبدهم، ولكنهم غير راضين بذلك، بل يتبرءون من عابديهم (ومن دعا الناس إلى عبادة نفسه) أيُّ طغيان فوق هذا الطغيان أن يدعو الناس إلى أن يعبدوه؟! ومن أطاعه فقد تجاوز به الحد (ومن ادعى شيئاً من علم الغيب) فإن ذلك يناقض قوله تعالى: {قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِى السَّمَاواتِ والارْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ} [النمل:65] فمن ادعى أنه يعلم الغيب فهو طاغوت.
(ومن حكم بغير ما أنزل الله.) فهو طاغوت، وقد يكون كافراً، وقد لا يكون كافراً، لكنه طاغوت؛ لأنه تجاوز بهذا الحكم حده، ومن أطاعه في ذلك ووافقه في ذلك؛ فقد غلا فيه وتجاوز به حده.
ثم ذكر الشيخ الدليل على وجوب الكفر بالطاغوت والإيمان بالله، يقول: (والدليل قوله تعالى: {لا إِكْرَاهَ فِى الدّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} [البقرة:256]).
يقول الشيخ: (وهذا معنى: لا إله إلا الله) أي: أن الكفر بالطاغوت والإيمان بالله هو: معنى لا إله إلا الله.
قال الشيخ: (وفي الحديث: " رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله") (?) هذا طرف من حديث معاذ الطويل