على التاريخ المعروف تكون في السنة الحادية عشرة، فتم له عشر سنين في المدينة لأنه قدم في ربيع الأول وتوفي في ربيع الأول فهذه عشر سنين.
يقول الشيخ: (ودينه باق، وهذا دينه، لا خير إلا دل الأمة عليه، ولا شر إلا حذرها منه، والخير الذي دل عليه: التوحيد وجميع ما يحبه الله ويرضاه، والشر الذي حذر منه: الشرك وجميع ما يكرهه ويأباه) وقد توفي - صلى الله عليه وسلم -، ولكن دين الله باق محفوظ، لأن الله قد ضمن حفظه، ولما مات وفُجع الناس بموته صلوات الله وسلامه عليه، وطاشت العقول، جاء أبو بكر - رضي الله عنه - وخطب الناس وبين لهم أنه بشر وأنه سيموت، وقال: "من كان يعبد محمداً فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت، وتلا عليهم: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} (?) الآية: [آل عمران:144] {إِنَّكَ مَيّتٌ وَإِنَّهُمْ مَّيّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبّكُمْ تَخْتَصِمُونَ} [الزمر:30 - 31].
قال الشيخ: (بعثه الله إلى الناس كافة، وافترض الله طاعته على جميع الثقلين الجن والإنس، والدليل قوله تعالى: {قُلْ ياأَيُّهَا النَّاسُ إِنّى رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} [الأعراف:158]).
{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لّلنَّاسِ} [سبأ:28]. فهو رسول الله إلى جميع الناس، إلى اليهود والنصارى والوثنيين وسائر البشر، إلى العرب والعجم، ومن قال: إنه رسول إلى العرب دون غيرهم؛ فهو كافر لم يشهد أن محمداً رسول الله، كما يزعم بعض النصارى ويقول: صحيح أن محمداً رسول لكنه رسول إلى العرب. ومن يظن هذا من المسلمين أو يعتقده؛ فهو مرتد عن الإسلام.