عن الشرك، {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ}: الرجز: الأصنام، وهجرها: تركها والبراءة منها وأهلها). المدثر هو: الملتحف؛ لأنه جاءه الملك وهو على هذه الحال، و {قُمْ فَأَنذِرْ} انذر الناس عذاب الله وحذرهم من أسبابه {وَرَبَّكَ فَكَبّرْ} عظمه بتوحيده وإخاص الدين له وطاعته {وَثِيَابَكَ فَطَهّرْ} أي طهر أعمالك من الشرك والمعاصي، ونزه أخلاقك عن الأخلاق الرذيلة، وقيل: طهِّر ثيابك من النجاسة.

يقول الشيخ: (أخذ على هذا عشر سنين يدعو إلى التوحيد، وبعد العشر عُرج به إلى السماء) عشر سنين وهو يدعو إلى التوحيد، ويأمر بالأخلاق والعفاف والصلة والصدقة، ثم أُسريَ به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ثم عُرج به من هناك إلى السماء، وشاهد ما شاهد، ولقي من لقي من الأنبياء (وفرضت عليه الصلوات الخمس) فرضت خمسين ثم لم يزل يطلب من ربه التخفيف حتى صارت خمساً، (وصلى في مكة ثلاث سنين) بعد ما فرضت عليه الصلوات الخمس (وبعدها: أُمر بالهجرة إلى المدينة)؛ لأنه أُوذي - صلى الله عليه وسلم - هو وأصحابه في مكة، فهاجر بعض أصحابه إلى الحبشة مرتين، ثم أذن الله له بالهجرة إلى المدينة، بعدما انتشر الإسلام فيها وصارت دار إسلام، وبعد أن وفد إليه الأنصار وبايعوه على أنه إذا أتاهم يحمونه وينصرونه، فهاجر - صلى الله عليه وسلم - هو وأبو بكر - رضي الله عنه -.

قال: (والهجرة) حقيقتها (الانتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام)

والهجر في اللغة: الترك، فالانتقال فيه ترك، الانتقال ترك للبلد التي ينتقل منها إلى بلد آخر، وهذه الهجرة الخاصة، أما الهجرة العامة فهي هجر ما نهى الله عنه كما في الحديث الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم -:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015