حَسَراتٍ} [فاطر: 8]، {لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} [الشعراء:3].

وقوله تعالى: {بِالْمُؤْمِنِينَ رَءوفٌ رَّحِيمٌ} أي: رحيم بالمؤمنين، والله تعالى قد خصهم بقوله: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ} [الحجر:88].

(ومعنى شهادة أن محمداً رسول الله)، أي حقيقة الإقرار والتصديق واليقين بأنه رسول من عند الله إلى جميع الناس، ومقتضى هذه الشهادة: (طاعته فيما أمر) قال تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} [التغابن:12] في مواضع كثيرة، ويقول تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [آل عمران:132]، ويقول تعالى: {وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [الأعراف:158].

(وتصديقه فيما أخبر) فهو أصدق الناس. (واجتناب ما عنه نهى وزجر).

(وأن لا يُعبد الله إلا بما شرع) فعبادة الله لابد فيها من شرطين:

- الإخلاص لوجه الله.

- وموافقة أمر الله ورسوله، وهو المقصود بقوله "وأن لا يُعبد الله إلا بما شرع"، فمن عبد الله بغير ما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - فعمله باطل؛ لأنه عمل مبتدع.

قال الشيخ: (ودليل الصلاة والزكاة وتفسير التوحيد قوله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ القَيّمَةِ} [البينة:5]) فهذه الثلاثة هي أعظم أركان الإسلام والكتاب والسنة تجمع بينها في مواضع متعددة، كما قال تعالى: {فَإِن تَابُوا} أي: من الشرك {وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَءاتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدّينِ وَنُفَصّلُ الايَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} [التوبة:11]، فأعظم هذه الأصول عبادة الله وحده لا شريك له وإخلاص الدين لله، وبعد ذلك إقام الصلاة، فالصلوات الخمس هي عمود الإسلام، وهي أوجب الواجبات بعد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015