" إنه لا يأتي بخير، وإنما يستخرج به من البخيل" (?).
وقد ذم الله الذين يخلفون الوعد قال تعالى: {وَمِنْهُمْ مَّنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ ءاتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ فَلَمَّا ءاتَاهُمْ مّن فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوا وَّهُمْ مُّعْرِضُونَ} [التوبة:75] فمن قال: إن شفى الله مريضي تصدقت بكذا، فإذا شُفي مريضه أو حصل له المطلوب؛ بخل، فهذا تلبس بصفة من صفات المنافقين التي ذكرها الله في هذه الآية.
ثم قال الشيخ: (الأصل الثاني) من الأصول الثلاثة التي تجب على العبد معرفتها. (معرفة دين الإسلام بالأدلة) والإسلام: هو دين الله الذي بعث به رسله من لدن نوح - صلى الله عليه وسلم - إلى محمد - صلى الله عليه وسلم -.
قال الله تعالى عن نوح:} وأمرت أن أكون من المسلمين} [يونس 72] وقال الله في إبراهيم ويعقوب: {إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبّ الْعَالَمِينَ * ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون} [البقرة:131 - 132]، وقال الحواريون أتباع عيسى عليه السلام: {وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران:52]،.
(وهو): أي الإسلام. (الاستسلام لله بالتوحيد) أي بعبادته وحده لا شريك له بالتوحيد، (والانقياد له بالطاعة)، (و) هذا الاستسلام والانقياد لا بد معه من (البراءة من الشرك وأهله) وهذه هي حقيقة الإسلام، الذي هو دين الرسل كلهم.
قال الشيخ: (وهو) أي دين الإسلام (ثلاث مراتب) أي: درجات، وبعضها أكمل من بعض وأعلى من بعض.
المرتبة الأولى: (الإسلام).