ومنه ما هو معصية؛ كالقعود عن الجهاد خوفا من العدو وجبنا، وكترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خوفا من أذى الناس.
وأما خوف الإنسان من الأسباب المؤذية، كخوفه من العدو أو من السبع أو من غير ذلك من الأمور التي تضره؛ فهذا خوف طبيعي لا يأثم به ولا يذم.
(ودليل الرجاء قوله تعالى: {فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبّهِ أَحَدَا} [الكهف:110]) والرجاء: هو الطمع في الفضل والعفو والرحمة.
وقد جمع الله بين هذين الوصفين -الخوف والرجاء- في قوله: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِى الْخَيْراتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً} [الأنبياء:90].
وقال تعالى: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً} [السجدة:16] والطمع هو: الرجاء.
وقال تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ} [الإسراء:57].
فالرجاء: هو طلب المحبوب.
والخوف: هو الحذر من المرهوب والمكروه، فالخوف من الله: خوف من عذابه ومن سخطه.
ومن أنواع العبادة التوكل: وهو اعتماد القلب على الله، وتفويض الأمور كلها إليه.
(ودليل التوكل قوله تعالى: {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [المائدة:23] وقوله: {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: 3])، وأثنى على المؤمنين بالتوكل: قال تعالى: {وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ ءايَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [الأنفال:2].