وحده لا شريك له (كما قال تعالى: {يَوْمَ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} [الذّاريات:56].)

قال الشيخ: (ومعنى يعبدون: يوحدون) أي يعبدوه سبحانه وتعالى وحده لا شريك له، والعبادة لا تسمى عبادة إلا مع التوحيد، فإذا دخلها الشرك أفسدها، ولم تكن عبادة، فمن عبد مع الله غيره فإنه لا يعد عابداً لله.

قال الشيخ: (وأعظم ما أمر الله به التوحيد) فأوجب الواجبات على الإطلاق هو توحيد الله بالعبادة، وهذا هو معنى "لا إله إلا الله"، وهي أول واجب على العبد.

وأعظم الذنوب هو الشرك الأكبر، ويختص من بين سائر الذنوب بثلاثة أشياء:

أولاً: أنه لا يُغفر {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء} [النساء:48].

ثانيا: أنه يحبط جميع الأعمال، فمن عبد مع الله غيره حبطت سائر أعماله.

ثالثا: أنه موجب للخلود في النار لمن مات عليه، فمن مات على الشرك الأكبر؛ فهو مخلد في النار، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ في نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ} [البينة:6].

قال الشيخ: (وهو) أي: التوحيد (إفراد الله بالعبادة).

(وأعظم ما نهى عنه الشرك، وهو دعوة غيره معه) واتخاذ الند له، قال ابن مسعود - رضي الله عنه -: سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - أي الذنب أعظم عند الله؟ قال: " أن تجعل لله نداً وهو خلقك " (?) أي: مِثلاً.

(والدليل) على هذا (قوله تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015