لو أردنا أن نوازن ونقارن -قبل أن نعرف حقيقة تلك المحبة- بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وما جاءك عنه، وبين ولدك ووالديك ومالك والناس أجمعين؛ سنجد فرقاً عظيماً.
يقول القاضي عياض: إن دواعي الأمور الفطرية الغريزية واحدة من أربع، حيثما وجدت واحدة من تلك الأربع فإنها تستدعي المحبة، قال: جلب النفع، ودفع الضر، فأيما إنسان جلب لك نفعاً وجدت في نفسك الميل إلى حبه بشكل طبيعي، وأيما إنسان دفع عنك ضراً وجدت في نفسك الميل إلى محبته.
قال: وجمال الخلقة والخلق؛ فالإنسان من حيث هو قد ينظر إلى لوحة رسم زيتية فيها شجر ونبات ونهر ومنظر طبيعي، فلا يمل النظر إليه جِبلَّة، وترى الطائر الجميل كالطاوس مثلاً فتحب هذا الشكل أمامك.
وأما جمال الخلُق، فإنك تجد الإنسان دمث الأخلاق الذي يعامل الناس بالإحسان وبمكارم الأخلاق وحسن السيرة، فتجد في نفسك أنك تحبه لمكارم أخلاقه، ولو لم تتعامل معه.