إن لكل ركن من الأركان الخمسة -التي بُني عليها الإسلام- نوافل: فأول أركان الإسلام: الشهادتان (أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله) : وقد كان صلى الله عليه وسلم يقول ويحث على قول: (لا إله إلا الله) دبر كل صلاة مائة مرة.
أو في كل يوم مائة مرة.
وكان يحث على التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين ثلاثاً وثلاثين ثلاثاً وثلاثين، وأن يختم المائة بـ (لا إله إلا الله) .
وكذلك الصلاة والسلام على رسوله صلوات الله وسلامه عليه.
قالوا: إن الصلاة على النبي فرضٌ في العمر مرة بدليل قوله سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:56] ، اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه.
فقالوا: بمقتضى هذه الآية صارت الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فرضاً ولو في العمر مرة؛ ولكن لها نوافل، كما جاء في الحديث: (حينما صعد صلى الله عليه وسلم المنبر وكان من ثلاث درجات، وكلما صعد درجة قال: آمين آمين آمين، فلما خطب ونزل، قالوا: يا رسول الله! سمعناك تؤمِّن ولا ندري علام أمَّنت! قال: أتاني جبريل، وقال لي: رغم أنف امرئ أدرك أبويه -أو أحدهما- على الكبر ولم يغفر له، أبعده الله يا محمد! قل: آمين.
فقلت: آمين.
ثم قال: رغم أنف امرئ أدرك رمضان ثم خرج ولم يغفر له، أبعده الله يا محمد! قل: آمين.
فقلت: آمين.
ثم قال: رغم أنف امرئ ذُكرت عنده ولم يصلِّ عليك أبعده الله يا محمد! قل: آمين.
فقلت: آمين) .
من هنا قال العلماء: من الواجب على كل مسلم إذا سمع اسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر عنده أن يصلي عليه صلوات الله وسلامه عليه.
وقد جعل الله لتلك الصلاة أجراً عظيماً، كما قال صلى الله عليه وسلم: (من صلى علي مرة صلى الله عليه بها عشراً) .