وهناك تتمة بسيطة: إذا قارنا بين الجهاد في سبيل الله، وقتال الأمم الأخرى، نجد الفرق عظيماً جداً، بين شناعة وفظاعة الأمم غير المسلمة إذا قدرت، فإنها -كما يقولون- تأتي على الأخضر واليابس، وتأتي بالأسلحة العامة الفتاكة التي تأخذ البريء والمذنب، والطفل والمرأة، والشاب والكبير، وكل إنسان، أما الإسلام: فإننا نجد فيه الآداب الحسنى: (لا تقتلوا وليداً ولا امرأة ولا شيخاً هرماً) أولئك كلهم لا يقتلون، ونهى عن استعمال السلاح في الدمار العام -كما في رواية الموطأ- أي: عن الغرق وإحراق النحل أو النخل والمرافق العامة، إلا إذا تترس بها الكفار، ولم نصل إليهم إلا عن طريقها.
وإذا وضعت الحرب أوزارها، وجاء أسارى في أيدي المسلمين، فهل يقتلون؟ هل يمثل بهم؟ هل هل إلى آخره؟ لا والله، انظر إلى قول تعالى: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا} [الإنسان:8] الأسير في أيدي المسلمين ليس مسلماً، وإنما هو كافر أخذ بحد السيف، ومع ذلك يطعمونه مع الأيتام ومساكين المسلمين، لأي شيء؟ {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا} [الإنسان:9-10] هكذا المسلم يعامل الأسير لوجه الله، ويتقي ويخاف الله فيه، بخلاف غير المسلمين، فهل بعد ذلك يعاب على المسلمين الجهاد في سبيل الله؟ لا والله.
وبالله تعالى التوفيق.