"أصح الكتب المصنفة" هذا أمر متفق عليه، وصحيح البخاري عند الجمهور أصح من صحيح مسلم، وصحيح مسلم يليه ولا واسطة بينهما، وبعض المغاربة مع أبي علي النيسابوري فضلوا صحيح مسلم في نزاع طويل، واستدلالات كثيرة، لكن عامة أهل العلم على ترجيح صحيح البخاري.

أول من صنف في الصحيح ... محمد وخص بالترجيح

ومسلم بعد وبعض الغرب مع ... أبي علي فضلوا ذا لو نفع

لكنه لم ينفع لماذا؟ لأن الصحة مردها إلى صحة الأسانيد، ثقة الرواة، اتصال الأسانيد، نظافة المتون ولا شك أن البخاري في هذا الباب أدخل، بدليل أن من انتقد سوى من الرجال من الرواة، أو من الأحاديث في صحيح مسلم أكثر ممن انتقد في صحيح البخاري.

تشاجر قوم في البخاري ومسلم لدي ... وقالوا: أي ذين تفضلوا أو تقدموا

فقلت: لقد فاق البخاري صحة ... وفاق في حسن الصناعة مسلم

مسلم في حسن الصياغة الصناعة، وترتيب المتون والأسانيد -يعني دقة متناهية-، دقة متناهية، يعني صاحب البصيرة إذا قرأ يعني له يد في هذا الشأن، إذا قرأ في صحيح مسلم يذهل حتى أن مسلم -رحمه الله- ذهل في كتاب المواقيت، مواقيت الصلاة من صحيحه في أثناء الكتاب ذكر كلاماً.

طالب. . . . . . . . .

نعم لا يستطاع العلم براحة الجسم، لا يستطاع العلم براحة الجسم؛ لأن هذه أمور: السياق، وترتيب المتون، والأسانيد، وجودة التصرف هذه ما تأتي من فراغ، ما تأتي لشخص إذا صلى العشاء التفت يميناً وشمالاً, وذهب إلى فلان وعلان وسهر عنده إلى قرب الصباح، ثم صلى الصبح ونام، وهكذا يكون ديدنه.

ما يأتي العلم بهذه الطريقة، يأتي العلم بالسهر عليه، وصرف الجهد، وبذل نفيس الأوقات على العلم، ومعاناة العلم، فعلى طالب العلم أن يعنى بهذا ويهتم به، ويجعل الصحيحين بعد القرآن ديدنه، وتكون دراسته للبخاري، ثم يضم إليه ما زاده الإمام مسلم، ثم ما زاده أبو داود وهكذا، في طريقة شرحنها وبينها في مناسبات كثيرة من أراد الإفادة منها يرجع إليها.

والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015